0

أن للتاريخ أياما يقف فيها مرفوع الرأس مشرأب العنق عاليا الهامة ، وأن للأسلام أياما كتبت من نور على صفحات بحروف من ذهب ، يوم عاشوراء هوم النجاة ويوم الجهاد ، ويوم الجهاد كان بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمسون عاما، وكان فيه يوم عاشوراء يوم الجهاد الحق ، ولتفصيل ذلك نروى الى رؤيه عبدالله بن عباس حينما قام من نومه (( انا لله وانا اليه راجعون )) وهو دعاء يقال اذا أشتد البلاء ، فقال له أهل بيته خيرا يا أبن عباس ،فقال لهم (( أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام فأعطانى زجاجة مليئة بالدم وقال لى هذا هو دم الحسين وأصحابه )) الحسن بن فاطمة ريحانة رسول الله ، والتى لقبت بالزهراء لأن الله لم ينزل عليها دم الحيض طول حياتها ، أمرأتان عافاهما الله من نزول دم الحيض ، مريم البتول وفاطمة الزهراء بنت خير خلق الله ، فاطمة التى حين ولدت الحسين بعد المغرب فقامت وأغتلست وصلت والعشاء ، ولنعود لسرد القصة الزمان اليوم العاشر من محرم الحادى وستين من محرم المكان بالقرب نهر الفرات بالعراق ، خرج الحسين من المدينة المنورة بصحبة أثنان وسبعون من بيت ال الرسول صلى الله عليه وسلم ليقاوم ظلم اليزيد بن زياد ، ويمر قبل خروجه على قبر المصطفى ويطوف بالبيت الحرام ، ويذهب الى أرض العراق بعد أن بايعه أهل العراق ليكون أماما بدلا من اليزيد الطاغية ، وأثناء توجه الحسين وجنده للعراق قابل رجل أسمه الفرزدق فقال له الحسين من أين يا فرزدق ، قال العراق ، قال له الحسين كيف حال الناس هناك؟؟ فقال له الفرزدق يا ابن بنت رسول اللناس قلوب الناس معك لكن سيوفهم عليك ، لأن اليزيد وأبن زياد زياد أشتروا النفوس بالمال ، وعندما ذهب الحسين لساحة القتال فى كربالاء (( وكانت كربلاء كربا وبلاء )) لم يجد معه أحد يناصره سوى من خرج معه من المدينة ، فماذا فعل ؟؟ الحق هو الحق ، الحق لا يتعدد ، فماذا بعد الحق الا الضلال ، فخاض معركة الشرف والعزة ، ونزل الحسين ومن معه بالقرب من الفرات ، وكان الحسين على رأس جيشه تعداده أثنان وسبعون فيهم النساء والأطفال ، و أبن زياد قائد قوات اليزيد على رأس جيش تعداده أربعة الاف ، بات الحسين ليلة عاشوراء يجهز للمعركة وقد أجتمع قبل المعركة بليلة وقال لأناصره (( يا أل بيت النبى أن القوم لا يريدون أحد منكم أنما يريدون أحا منكم أنما يريدوننى أنا ، فمن أراد منكم أن يتوجه الى المدينة وأرجع الى المدينة سالما فوالله الذى لا الاه غيره فقد أذنت لكم جميعا )) وعندئذ سمع للقوم ضجيجا وعويلا وقالوا له (( أنترك وحدك يا أبن بنت رسول الله ، ماذا نقول للرسول يوم القيامة ، نحن معك يا حسين )) قالوا هذا وهم يعلمون علم اليقين أن بينهم وبين دخول الجنة ليلة واحدة ، وأشرق الصباح وحينها أخذت الحسين غفوة وحين أفاق من نومه أقدم على أخته السيدة / زينب بنت على وقال لها (( لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لى يا حسين عما قليل ستكون عندنا )) ، بكت السيدة / زينب لأنها علمت أنها ستفد أخيها الحسين فالشيطان لا يتمثل فى سورة محمد صلى الله عليه وسلم والعندية تعنى الجنة ، وبدأت رحى الحرب وأذا بأصحاب الحسين يصعدون بأرواحهم الطاهرة الى السماء بعد أن فتحت الجنة أبوابها عن أخرها ، وقف أبنه على بن الحسين يصد السهام عنه بصدره حتى خر بين أبنه شهيدا ، واذ بالقاسم بن الحسين ينادى ابيه ((يا ابت لقد أشتد على العطش - اذا بلغت قسوة القلب من اليزيد وجنده أن منعوا عنهم الماء - فيرد عليه عليا يا قاسم يعز على أبيك أن تناديه فلا يرد عليك ، لا يرد عليك ، ياقاسم تحمل قليلا فعما قليلا سنشرب من حوض رسول الله )) وأستشهد كل من بجيش الحسين وبقى وحده ، الحسين يقاتل وحده أربعة الاف وحده وقد نال منه القوم اللئام وقد تفجرت الدماء من جسده ، وقد طعن مائة وثمانين طعنة ، ولم يكتفى اللئام بهذا ، بل يريدون أن يفصلوا الرأس عن الجسد ، وأقدم أحد هم على رأس الحسين ليقطعه فأرتجفت يداه -رأس الحسين التى وضعت فى حجر المصطفى ، رأس قبله النبى فى فمه - وتوافد القوم على الرأس ليقطعوها فلم فيلحوا ، الى أن أتى رجل أسمه (( شمر بن بلجوشة )) فصل الرأس الشريف عن الجسد ، لتحمل الى بن زياد الى مدينة الكوفة ، ولم يكتفوا بهذا بل صدر الأمر بأن يداس بجسد الحسين بأقدام الخيالة ، وجئ بالخيل وأخذت تغدوا وتجئ على الجسد الشريف ، وأسروا زينب ومن بقى معها من ساحة الجهاد وحملوا الرأس الشريف الى قصر ابن زياد ، ونظر اللئيم الى الرأس الشريف وقرأ قوله تعالى (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ )) فرد عليه على بن الحسين وكان طفلا وقال له (( كذبت يا فاجر - ما أصاب من مصيبة الا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهدى قلبه والله بكل شيئا عليم )) فقال ابن زياد لأزنابه خذوه فأقتلوه فاذا بزينب تهب قائلة أقتلونى قبل أن تقتلوله ووقفت حائلا منيعا بين من يحاول الأمساك بالفتى ، فعفى ابن زياد عنه ، وكان يوم عاشوراء يوم تضحية وجهاد ، فماذا حدث بعدها أصيب ((أبن زياد)) بالصرع ومات بالصحراء وأكلته الكلاب العاوية ، أما ((شمر بن بلجوشة )) اللئيم الذى فصل الرأس الشريف عن الجسد الطاهر فقبل أن يموت أصيب بمرض أسمه الأستسقاء ، يطلب الماء ليشرب من شدة العطش وبعد أن يأتيه الماء ويشرب الأناء كله فأذا وضع الأناء عن فمه صرخ أسقونى فأنى ظمأن ، أما (( اليزيد )) فقد مات مجنونا ، وصدق ربى سبحانه بقوله ( جزاء وفاقا ( 26 ) إنهم كانوا لا يرجون حسابا ( 27 ) وكذبوا بآياتنا كذابا ( 28 ) وكل شيء أحصيناه كتابا ( 29 ) فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ( 30 ) ، أما الحسين فهو فى الفردوس الأعلى

إرسال تعليق تعليقات المجلة

 
الأعلى