0

ها هي ذكرياتي تستعدّ لتصبح ذكريات ،أخدع نفسي بها ،لأعانقك بالفرح ،أتمسّد في سمائك،أتمسّح بأعتابك ،أخاف عليك من الوحش،من الأرق،من حشرجة الفتن،أغار عليك من لمسات الليل حين تجري بين حبّاتْ المرارة وغمرات الظلام ،تركن بين يديك متوحشة كالعادة،فقد افترشتك أنياب الحزن وافترستك براثن الحرب،فاعلم أنّ هناك من يرتعب من الآلام التي تمر بين ضلوع العجز والغيب في مراتعك الخضراء ،فيا وطني ،يا نفس عشب على بلاط ،قيل أنّك شموخ تسبقني إليه، نضال تملأ الدنيا به،أنّك التجلّي ،توقظ رائحة الخبز،تنخر العزّ فوق جبال الأرز،يا سيد الأرض،يا سيد البحر،يا موطن المجد،أحببتك مثل رابية أوراقي الزاهية،لا تستسلم للطغاة،لا تركع للجبناء،لك أطفال الشرق وأطفال الغرب، صامدٌ كالصخر،كتّاب وفلاحين،تغضب لاحتراق الورد،تخجل من الدموع،من زمنٍ غدا عارٌعلى الضمير،يا للجهل كيف طالت سنين غربته،والدار دارك ،والبيت بيتي،تركتك تحتضن الأحبة ،تركتك وقد غالبك النعاس،أرهقك التعب،وعورة الطريق أنهكتك ولم تستفق إلا بعد وقتٍ طويل،وخلال رحلتك الأبدية حلمتَ حلماً جميلاً مؤثراً،رأيتَ براعم الأفراح تتشكّل ،نرجس وريحان تهبط عليك من علياء،وحمامة بيضاء تمحي عنك آثار التمزيق من الأحشاء ،غبتَ عن الوعي، تصاحبك أصقاع الكون ،تدوي في أرواح الغفلة ،تصعقهم،تصنع لنفسك حياة فأبيتَ إلا أن تنفضَ رقابَ الذل والحقد ،وجدّتكَ عظيماً،ساطعاً مُدجَّنْاً،تقف بوجه العار ،بوجه المنابر والعلوج والقبور،تغيّر التاريخ ،تصارع التنين،ترتفع لقمة المجد،بالدم ،بسجود المآذن وترانيم الكنائس،أفلا زلتَ يا وطني على ما تركت؟أين ذخيرة الأمل؟؟يا من ناخ عن كاهله الشدّة والأزمات ،يا شاطىء الأمان،منبع السحر والجمال،أيا وطني لكم تغيرت ،آسفة أنا،يا سنديانة الحب، يا لبنان الأرز،لكم أشتاق لتسامي ذاتك الرفعى،أيا حبيباً في العطش،أأظل وإياك غريبين عن الحياة؟؟إلى متى تؤثر امتصاص القيود؟؟تحتكر الحكمة ولا تدرك التحرير؟،لكم أتمنى الشهرة وأصون نور الوحدة،أستوحي رموز الشمس فننصهر ونُسقى بمنابع المحبة والسلام ،لن أعيد الحكاية إلى مثواها وأجرح قلبك برواية طالما اشتهيت قراءتها وتمثيلها،تكون فيها البطل،عنوانها السلام ،لذلك حملت نفسي ونزلت الدرجات الى مقبرة ذات الوان ،أزرق وأصفر وبرتقالي،أحبس حيرتي،أفتش عن العظام،أبحث في الأرواح،أين المخرج؟؟أجذّف وأجذّف ،ألتفِتْ،إذا بي لا أرى حيرة ولا عظام ولا مقبرة تغريد بو مرعي

إرسال تعليق تعليقات المجلة

 
الأعلى